دور وأهمية الأعلاف المحببة في تغذية الدواجن

0

دور وأهمية الأعلاف المحببة في تغذية الدواجن

تلعب الأعلاف المحببة دورا كبيرا في تغذية الدواجن، ففى السنوات الأخيرة شهدت صناعة الدواجن تطورا كبيرا على مستوى العالم فى مختلف قطاعات التسمين و البياض و الأمهات و الجدود.

ففى مجال التسمين على سبيل المثال لا الحصر ينمو الطائر عمر يوم من وزن 40 جرام ليصل الى 2000 جرام فى المتوسط فى مدة حوالى 35 يوم فقط.

ولما كانت إنتاجية هذه القطعان عالية جدا فاننا جميعا نرى و نتفق على أن للتغذية دورا أساسيا و حساسا لدرجة عالية بدونه لا يستقيم الانتاج. كما أن كل قطعان الدواجن الان و فى ظل هذه الظروف من ضغط الانتاج العالى و الأمراض المستحدثه حساسه جدا لأقل نقص أو زيادة فى العناصر الغذائيه التى قد تحدث خلال أي مرحلة من مراحل تركيب أو تصنيع العلائق الخاصة بهذه القطعان.

ولهذه الأسباب كان لابد أن يواكب هذا التطور فى عالم الدواجن تطورا ملحوظا فى تكنولوجيا صناعة و انتاج الأعلاف لتغطية الاحتياجات الغذائية المتعاظمة و الكبيرة لهذه القطعان ذات الإنتاجية العالية والمتميزة.

و من هنا ازداد الإقبال على ما يعرف بالأعلاف المحببة أو البيلتس (Pellets) لما لها من فؤائد عديدة.

الأعلاف المحببة
الأعلاف المحببة

عملية تحبيب الأعلاف وتأثيرها على القيمة الغذائية للأعلاف

عملية تحبيب الأعلاف هي عبارة عن معالجة حرارية بوجود الرطوبة (عملية طبخ لمكونات الأعلاف) حيث يتم فيها ضغط جزيئات العلف المجروش والمرطب بالماء البارد أو ببخار الماء في حبيبات أو مضغوطات إسطوانية الشكل على درجة حرارة تتراوح بين 80 – 85 °م لعدة ثوان (حوالى 30 – 60 ثانية) وتحت ضغط يعادل 100 كيلوباسكال. ثم يتبع بعد ذلك عملية تبريد و تجفيف إلى أن يتراوح محتوى الرطوبة من 10 – 12%.

يعمل بخار الماء المضاف لخلطة الأعلاف على التغيير السطحي لجزيئات المادة وحدوث تبدل في سلوكها الديناميكي على سبيل المثال تظهر عملية الجلتنة Gelatinization  على الجزيئات النشوية في تركيبة العلف (جزيئات حبيبات الذرة غالبا) – لذلك يلاحظ أحيانا اضافة الماء الى مخلوط العلف قبل عملية الطبخ فى العجان لتصل نسبة الرطوبة الى 18% و هذا له تأثيراً ايجابياً على المنتج النهائى.

ثم يدفع المخلوط ليمر عبر ثقوب قرص التحبيب (الذى يتحكم فى قطر العلف الناتج) محدثةً بذلك ضغطاً داخل هذا القرص.

ويكون العلف الناتج فى شكل مصبعات بأقطار مختلفة لتناسب عمر الطائر الذي يتغذى عليها، و غالبا يتم تكسير هذه المصبعات فى أعلاف البادئ إلى ما يعرف باسم كرامبل (Crumble) ليناسب الكتاكيت خلال الأسابيع الأولى من عمرها.

تخضع حبيبات النشا أثناء معالجتها ببخار الماء والضغط المرتفع إلى عملية هضم أولية اذا صح القول أو ما يسمى بالجلتنة Gelatinization  مما يزيد من كفاءة أنزيم الأميلاز في الهضم. ويزيد التحبيب من معامل هضم الألياف الخام بعد تعرضها للحرارة و الضغط.

تأثير الحرارة و الضغط على العناصر الغذائية في الأعلاف المحببة

البروتينات
يرتبط تأثير البروتين بمحتوى البروتين ونوعه وبالظروف الفنية لعملية الضغط و بالتالي درجة حرارة الماء المستخدم ومدى فترة التعرض للضغط و الحرارة. حيث لوحظ عند تطبيق ضغط قدره 100كيلوباسكال على درجة حرارة80 °م أنه لا يؤثر سلباً في القيمة الغذائية للبروتين.

أما ارتفاع الحرارة أكثر من 90°م يمكن أن يؤثر سلباً في هضم البروتين و يسبب انخفاض في فعالية المثيونين وكذلك انخفاض فعالية اللايسين و الأحماض الأمينية الأخرى.

الدهن أو الزيوت

إن الحرارة و الضغط المستخدمة فى عملية التحبيب لا تؤثر على الدهن أو الزيوت  كقيمة غذائية في الأعلاف المحببة ، ولكن يوجد أثر إيجابي ثانوي للحفاظ على الدهن و الزيوت إذ يقل تأثير الأوكسجين في أكسدة الدهون ما يطيل فترة الحفظ و التخزين وكذلك المحافظة على الفيتامينات والكاروتينات الذائبة في الدهون.

الفيتامينات

يختلف تأثير عملية التحبيب من فيتامين لآخر وبناءً على ذلك يجب زيادة الفيتامينات المضافة إلى الخلطة بنسبة 20 – 30% لتعويض الفقد الناجم عن عملية التحبيب.

الإضافات العلفية

تؤثر درجات الحرارة المرتفعة والضغط في محتوى العلف من الأضافات العلفية كالبروبيوتك و الأنزيمات العلفية و كذلك بعض الأضافات الدوائية و المستخلصات العطرية وغيرها و لذلك يجب مراعاة تأثر جميع الأضافات العلفية بالحرارة و الضغط المستخدم فى التصنيع.

الأعلاف المحببة
الأعلاف المحببة

الفوائد و المزايا من استخدام  الأعلاف المحببة أو المضغوطة

حدوث هضم أولى لبعض الكربوهيدرات بالعلف (خاصة النشا) مما يتيح لأنزيمات الهضم (α-amylases) هضم كمية أكبر و توفير قدر من الطاقة لصالح الطائر.

– تجانس العلف المقدم و تحسين طعمه و كذلك تقليل التغذيه الانتقائيه للطائر.

– تقليل فرصة انفصال المكونات بالعلف (Segregation).

– قلة الناعم في العلف المنتج باعادة تصنيعه و كذلك قلة الفاقد من الخامات أثناء التصنيع.

– يمكن استخدام بعض خامات الأعلاف غير التقليدية و الغير مستساغة للطيور.

– المساعدة في تكسير بعض المواد الضارة في بعض الخامات

– سهولة تداول الأعلاف و لا يحدث فقد لمكونات العلف أثناء النقل والتداول.

– زيادة كثافة العلف وبالتالي يمكن للطائر ان يستهلك كمية أكبر من العلف في وقت أقل ويفقد طاقة أقل بالمقارنة بالطاقة المفقودة عند تناول الأعلاف الناعمة.

– يقلل الفاقد من العلف داخل المزارع.

– تعرض العلف للحرارة والرطوبة والضغط أثناء عملية التصنيع يؤدي إلى قتل العديد من المسببات المرضية كالبكتريا و الفطريات مما يعمل على تقليل المحتوى الميكروبي بالعلف.

هل للأعلاف المحببة تأثيرا سلبيا على صحة وإنتاج الدواجن؟

بالنسبة لمنتج الأعلاف المحببة لابد أن يكون دائم البحث عن الخامات العلفية البديلة و قليلة التكلفة حتى يستطيع المنافسة و قد يؤثر ذلك سلبا على انتاجية و صحة الدواجن.

– تعرض الخامات العلفية للضغط و الحرارة يفقدها بعض العناصر الغذائية و يؤثر سلبا على عناصر أخرى و لا بد من مراعاة ذلك.

– إعادة تصنيع الخامات الناعمة أو غيرها لا لشك أنه يؤثر سلبا على محتوى هذه الخامات من العناصر الغذائية.

– عند اختيار الاضافات العلفية يجب أن تكون مناسبة لظروف التصنيع و اقتصادية.

– زيادة الناعم فى الأعلاف المحببة غير مطلوبة لأن الطائر يفضل المواد الخشنة و تراكم المواد الناعمة فى العلافات يصحبه نمو الفطريات و تفاقم مشكلة السموم الفطرية.

الأعلاف المحببة
الأعلاف المحببة

– الأعلاف المحببة تتيح للطائر تناول كميات كبيرة من الأعلاف فى وقت قصير و بأستهلاك طاقة قليلة جدا اذا ما قورنت بطاقة استهلاك الأعلاف الناعمة (Mash).

– وهذا يشكل حمل كبير على الجهاز الهضمى و الانزيمى للطائر و بخاصة فى الأعمار الكبيرة و تتهم هذه الأعلاف بالتسبب فى ما يعرف بتقرحات القانصة Gizzard Erosions وزيادة معدلات النفوق فى الأوزان و الأعمار الكبيرة فى دجاج التسمين.

– الزيادة الهائلة فى معدلات أستهلاك العلف المحبب لدجاج التسمين و بخاصة الذكور بعد وزن حوالى 1700 جرام لا يواكبها كفأة فى عمل الجهاز التنفسى و الجهاز الدورى و الجهاز الأنزيمى و الهرمونى فى الجسم مما يتسبب فى حدوث ظاهرة الموت المفاجأ   Sudden Death Syndrome (SDS).

– فى القطعان التى يتطلب نظام تغذيتها العلف المقنن يتناول الطائر العلف فى وقت محدود مما يتيح الفرصة لزيادة داء الأفتراس بين الطيور.

 

أعده للنشر- مصطفى فرحات:

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق