تُعد مناعة الدواجن الأساس في نجاح صناعة الدواجن الحديثة، فهي التي تحدد قدرة القطيع على مقاومة الأمراض وتحقيق أفضل معدلات النمو والتحويل الغذائي.
ورغم التطور الوراثي الكبير في دجاج إنتاج اللحم، إلا أن النمو السريع لهذه السلالات قد أثّر أحيانًا على كفاءة الجهاز المناعي، مما جعل الدعم التغذوي والتوازن في الأحماض الأمينية ضرورة للحفاظ على صحة القطيع.
في ظل التحديات البيئية والمرضية المتزايدة، أصبح من الضروري فهم العلاقة بين التغذية والمناعة لتقوية جهاز الطائر وتحقيق إنتاج مستقر وآمن.
أدت برامج الانتقاء الوراثي إلى إنتاج دجاج ينمو بسرعة ويستهلك كمية أقل من العلف، ولكن هذا التحسين أضعف أحيانًا قدرة الطيور على مقاومة الأمراض، خاصة تحت ظروف الإجهاد الحراري أو العدوى.
تم تحديد احتياجات الأحماض الأمينية في الماضي بناءً على النمو فقط، دون مراعاة احتياجات الجهاز المناعي.
ومع تطور التربية الحديثة، أصبح من الضروري تحديث جداول التغذية لتشمل النسب الدقيقة للأحماض الأمينية التي تدعم المناعة بجانب الأداء الإنتاجي.
عند تعرض الطائر للإجهاد أو العدوى، تتحول العناصر الغذائية لدعم المناعة بدلاً من النمو.
لذا يجب أن تحتوي العلائق على مكونات تغذوية مدروسة من الأحماض الأمينية، الفيتامينات، والمعادن التي تحفز الجهاز المناعي وتحافظ على التوازن الفسيولوجي للطيور.
التحصينات المتكررة، الحرارة المرتفعة، وسوء التهوية قد تقلل من كفاءة الجهاز المناعي.
التغذية الجيدة تقلل من هذه التأثيرات، وتساعد الطائر على تحمل الإجهاد ومقاومة الأمراض بكفاءة أعلى.
يُعد الميثيونين أحد أهم الأحماض الأمينية في تغذية الدواجن وله وظائف رئيسية تشمل:
تحفيز إنتاج البولي أمينات (Polyamines) مثل السبيرمين والسبيرميدين التي تقلل الالتهابات وتعزز تكاثر الخلايا المناعية.
تعزيز تكوين الجلوتاثيون (Glutathione)، أحد أقوى مضادات الأكسدة داخل الجسم.
تقوية الخلايا المناعية ضد العدوى البكتيرية والفيروسية.
توصية بيطرية:
رفع نسبة الميثيونين في الأعلاف خلال فترات التحصين أو العدوى يعزز مناعة الدواجن ويحافظ على الأداء الإنتاجي.
الأرجينين من الأحماض الأمينية الضرورية للنمو وتكوين المناعة، وله أدوار أساسية:
زيادة إفراز هرمون النمو وتحفيز إنتاج خلايا الدم البيضاء.
إنتاج أكسيد النيتريك (NO) الذي يساعد الخلايا المناعية في قتل مسببات الأمراض.
تسريع التئام الالتهابات والجروح عبر دعم تكوين الكولاجين.
دراسات حديثة أثبتت أن زيادة الأرجينين في العلف تساهم في تحسين المناعة حتى أثناء العدوى البكتيرية أو الفيروسية مثل التهاب الشعب الهوائية المعدي.
الثريونين (Threonine) عنصر حيوي لحماية الأغشية المخاطية في الجهازين الهضمي والتنفسـي، حيث يعمل على:
تكوين الطبقة المخاطية التي تمنع دخول الميكروبات.
تعزيز الأنسجة اللمفاوية المسؤولة عن إنتاج الأجسام المضادة.
تقليل فرص الإصابة بالأمراض المعوية والتنفسية.
نصيحة غذائية:
دعم الأعلاف بالثريونين خلال فترات العدوى أو الإجهاد يعزز صحة الأمعاء ويحسن الاستجابة المناعية للطائر.
عند تنشيط المناعة، يفرز الجسم السيتوكينات التي تقلل الشهية وتحوّل الطاقة من النمو إلى مقاومة العدوى.
لذلك فإن ضبط نسب الأحماض الأمينية في العلف يُعد وسيلة فعالة لتقليل تأثير العدوى وتحسين كفاءة الجهاز المناعي حتى في فترات الإجهاد.
تحديث تركيبة العلف لتشمل النسب المثالية من الميثيونين، الأرجينين، والثريونين، مع توازن الفيتامينات والمعادن الداعمة للمناعة.
ضبط الحرارة والرطوبة، وتحسين التهوية داخل العنابر لتقليل الإجهاد الحراري الذي يضعف المناعة.
اختيار لقاحات عالية الجودة وتطبيق جدول تحصين منتظم مع مراعاة الفواصل الزمنية لتجنب إنهاك الجهاز المناعي.
تحليل الأداء ومتابعة المناعة الميدانية لتقييم فعالية برامج التغذية والتحصين وتعديلها حسب الحاجة.
استخدم مصادر بروتين عالية الجودة لضمان توافر الأحماض الأمينية.
أضف مضادات أكسدة طبيعية مثل السيلينيوم والفيتامين E لدعم الجهاز المناعي.
راقب جودة المياه والأعلاف لتجنب الملوثات التي تضعف المناعة.
حافظ على النظافة والتهوية الجيدة لتقليل العدوى الميكروبية.
من خلال التغذية الغنية بالأحماض الأمينية الأساسية (الميثيونين – الأرجينين – الثريونين)، إلى جانب التحصين المنتظم والإدارة البيئية الجيدة.
الزيادة المفرطة قد ترفع تكلفة العلف دون فائدة إضافية، لذا يجب ضبط النسب بدقة وفقًا لمرحلة النمو وعمر الطائر.
يساهم الميثيونين في تكوين مضادات الأكسدة والأنزيمات المناعية التي تقلل الإجهاد التأكسدي وتعزز الدفاع الداخلي للجسم.
إن تحسين مناعة الدواجن يعتمد على التكامل بين التغذية الذكية، الإدارة السليمة، والتحصين الفعّال.
التركيز على الأحماض الأمينية الأساسية مثل الميثيونين، الأرجينين، والثريونين يعزز مقاومة الأمراض ويحافظ على كفاءة النمو والإنتاج.
باتباع هذه الاستراتيجيات العلمية، يمكن لمربي الدواجن والأطباء البيطريين تحقيق إنتاج صحي واقتصادي مستدام.