طريقة زراعة قصب السكر في مصر بالخطوات

تحدثنا في الموضوع السابق عن الأهمية الاقتصادية لزراعة قصب السكر في مصر وعن أهم طرق وإعداد الأرض لزراعة محصول قصب السكر ولكن لم نتطرق إلى الطرق الفعليه أو الخطوات العملية لمراحل زراعة قصب السكر ، قبل البدء في الموضوع حول طريقة زراعة قصب السكر في مصر يمكنكم الآن الرجوع إلى الموضوع الخاص بمراحل زراعة قصب السكر في التربة وطرق تجهيز الأرض للزراعة من خلال الضغط على هذا الرابط ، حتى تكونوا ملمين بخطوات التجهيز والإعداد والتى لا تقل أهمية عن طريقة زراعة قصب السكر في مصر ، فيجب أن يكون الموضوع مكتمل لديكم من جميع الجوانب حتى تتمكنوا من الحصول على أفضل إنتاجية من زراعة قصب السكر في مصر .

المرحلة الأولى زراعة القصب

تتم زراعة القصب من خلال وضع عقل التقاوى في بطن الخط بنظام صف ونصف أو صفين وفي حالة فطام الصف ونصف تكون متداخلة لعدم ترك فراغات بدون عيون تؤثر سلباً على الكثافة النباتيه ، ثم يتم تخطيط التقاوى بالتراب من الخط التالى إلى الخط المنزرع ، ولكن يجب أن لا يزيد سمك الغطاء عن 5 سم لعدم تأخير الإنبات وظهور النباتات فوق سطح التربة .

المرحلة الثانية اختيار التقاوى وتحديد كميتها

يتم تسميد حقل التقاوى وهو الحقل الذي سيتم استخدام نباتات القصب منه كتقاوي ، بالتسيمد الجيد وخاصة السماد النيتروجينى كما يتم العناية بنقاوة الحشائش ، حيث يفضل اختيار تقاوى القصب من حقول غرس أو حقول خلفة أولى وأن تكون التقاوى سليمة وخالية من الأمراض ، مع مراعاة تجنب اختيار التقاوى من القصب الراقد أو التى هاجمتها القوارض ويراعى التركيز على عدم حدوث خلط بين اصناف تقاوى لتلافى حدوث اضرار ، مثل أن تضغى  الأصناف على بعضها  وينتج عن ذلك موت عدد كبير من نباتات الصنف الاضعف نمواً وكذلك تظهر بالحقل مساحات متفرقة بائره مما يضطر المزارع ودفعه إلى الترقيع وذلك بالطبع يزيد من تكلفة الزراعة على المزارع ، وكذلك يؤدى خلط التقاوى إلى انتشار الأمراض الفيروسية والفطرية وزيادة التعرض للإصابة الحشرية خاصة إذا كان الصنف الغريب مصاب بهذة الأمراض والحشرات .

ويجب مراعاة إضافة كمية تقاوى من 4.5 طن إلى 6 طن حسب طريقة الزاعة المتبعه حيث يحتاج الفدان إل أربعة ونصف طن في حالة الزراعة في صف ونصف من عقل التقاوى ، وحوالى 6 طن في حالة الزراعة في صفين .

المرحلة الثالثة تجهيز التقاوى لزراعة قصب السكر

يتم تقطيع عقل التقاوى من خلال استخدام آلات حادة  بحيث تصبح تحتوى على ثلاث أو أربع عيون على الأكثر وينبغى عدم زيادة البراعم في عقلة التقاوى عن أربع عيون وتجنب الزراعة بالعود الكامل تماماً ، حيث يثبط البرعم الذي ينمو اولاً البراعم الأخرى أو يأخر من نموها وهذا يسبب عدم تجانس لنمو النباتات أو وجود فراغات في الحقل ويفضل أن تكون الآلات المستخدمة مطهره جيداً وذلك لعدم نقل الأمراض وخاصة الأمراض الفيروسية مثل مرض تقزم الخلفه ، ويحب عدم تهشيم عقل التقاوى أو الإضرار بالعيون ويتم ذلك من خلال التقطيع على لوح خشبي بدلاً من التقطيع على الأرض للحفاظ على كثافة نباتيه متجانسة ، مع مراعاة عدم تقشير العيدان المستخدمه كتقاوى قبل نقلها من حقل التقاوى وتقشيرها قبل التقطيع مباشرة لعدم إتلاف العيون ، مع الاهتمام بعملية المعاملة بالماء الساخن لتلافى أضرار الإصابة بمرض تقزم الخلفة الذي يؤدى إلى نقص المحصول بنسب كبيرة تصل إلى 20% .

المرحلة الرابعة الزراعة بالشتل في قصب السكر

يمكن زراعة القصب بالشتل والخطوة الأولى تكمن في اختيار عقل التقاوى من حقل قصب غرس ومسمد بشكل جيد بالنيتروجين وخالى تماماً من الأمراض حيث يتم تقطيع عقل التقاوى بمنشار كهربائى قرصى إلى عقل تحتوى الواحده على برعم واحد في كل عقله ، ويصبح طولها من 8 إلى 10 سم مع غمسها في محلول مطهر فطرى وفي الوقت ذاته نقوم بتجهيز أرض المشتل بمساحة واحد أو اثنان قيراط الحقل للزراعة بحفر المساحة المذكورة بعمق من 20 : 30 سم ويتم وضع الرمل في القاع ثم يوضع فوقه خليط من اتربه الحفر والرمل الخشن بنسبة 1:1 وقد تزيد نسبة الرمل لضمان سرعة إنبات العيون وضمان سهولة تقليع الشتلات دون أن يحدث ضرر إلى مجموعها الجذرى  ، ثم توضع عقل التقاوى في أرض المشتل بشكل متقارب مع توزيعها بشكل عشوائي ويتم تغطيتها بالأتربه ثم رويها مباشرة فور الانتهاء عند بلوغ  الشتلات عمر 70 او 90 يوم يتم مرشها باليد أو الفاس ثم تنقل لتتم زراعتها في الحقل المستديم حيث يتم عمل حفر على خطوط القصب في ابعاد 30سم وتوضع الشتله في الحفرة ويتم الترديم حولها وقص قمم أوراقها لتقليل فقد الماء بالنتح حتى ينمو مجموعها الجذرى ويكون قادر على إمدادها بالماء ويحدث ذبول للشتلات لمدة قصيرة بعد الشتل ثم تستفيق النباتات بعد ذلك .

ويجب مراعاة رى الحقل مباشرة  بعد زراعة الشتلات له مع عدم تضييق المسافة بين الجور عن 30سم وذلك لغزارة تفريع الشتلات والذي ينتج عنه عيدان رفيعه ، مع الالتزام بإضافة جرعه من السماد النيتروجيني لأن ذلك يساعد على تنشيط نمو الشتلات ، مع مراعاة نقل الشتلات إلى الحقل المستديم في الصباح الباكر للحد من عملية النتح وضمان استمرار حياة الشتلات.

ويمكن استخدام الشتلات للزراعة عن طريق الغرس وذلك في حالة الزراعات المتأخرة عقب القمح أو البرسيم ، ويمكن الاكتفاء بمساحة 2 قيراط للمشتل لزراعة فدان كامل من القصب عن طريق الغرس لأن الفدان يحتاج حوالى ما يقرب من 17000 شتلة وذلك في حالة إن كان عرض الخط 80سم والمسافة بين كل جورة والأخرى 30سم ويمكن أيضاً استخدام الشتلات لترقيع المناطق البور في حقول الخلف وذلك يؤدى إلى زيادة الكثافة النباتية والتى تؤدى إلى زيادة محصول القصب بشكل كبير.

المرحلة الرابعة في زراعة قصب السكر ( العزيق)

تعد عملية العزيق من أهم مراحل زراعة قصب السكر في مصر لأنه يساعد في التخلص من الحشائش التى تؤدي إلى وجود الحشرات في المحصول ، وايضاً يساعد العزيق على تقليل استهلاك كميات مياه رى محصول قصب السكر مع توفير العناصر الغذائية  التي تستهلكها الحشائش والتى يتم توفيرها للمحصول النامى ، كذلك تهدف عملية عزق الأرض في زراعة قصب السكر على تكويم الأتربة حول قواعد النباتات مما يساعد على نمو البراعم السفلية وتكوين اشطاء جديدة تنمو إلى عيدان لزيادة كمية إنتاج محصول قصب السكر ، وكذلك زيادة الترديم حول النباتات يساعد على زيادة انتشار المجموع الجذرى ويسهم فس تثبيت النباتات ويقلل من حدوث رقاد للقصب ، وأهم ما يوفره عزيق الأرض هو أنه يمنح التربة التهوية الجيدة والتى تساهم في حسن أداء الجذور لمهمتها في امتصاص المياة والعناصر الغذائية .

يجب الانتباه إلى عزق الأرض المراد زراعتها بقصب السكر على ثلاث مراحل أو ما يسمى بالثلاث عزقات وهم :

العزقة الأولى :

يتم إجراء العزقة الأولى بعد شهر من عملية الزراعة من خلال عزق ظهور الخطوط والريشتين عزق خفيف الغرض منه إزالة الحشائش وسد الشقوق الموجودة في التربة .

العزقة الثانية :

يتم إجراء العزقة الثانية بعد مرور شهر من العزقة الأولى وذلك لتكون اكتملت عملية الإنبات ، ويجب أن لا يقل مستوى إرتفاع النباتات في العزقة الثانية عن 20سم حتى لا تغطى التربة بعض أوراق النباتات وذلك ما يسمى بعملية التخنيق

العزقة الثالثة:

يتم غجراء العزقة الثالثة بعد مرور شهر على العزقة الثانية للتربة ، وفي هذة العزقة يتم إحاطة النباتات بكمية كبيرة من التراب حيث تصبح النباتات في وسط الخطوط تماماً ، ويجب ان تتم العزقة الثالثة قبل ان تعلو النباتات وتتشابك أوراقها حتى لا تعيق إجراء وإحكام عملية العزيق والترديم بالشكل الصحيح .

ويمكن الاكتفاء بإجراء عملية الفج بين خطوط القصب لتخليص الأرض من الحشائش وتجميع أكبر كمية من التراب حول النباتات لزيادة تثبيتها وتفريعها .

مكافحة الحشائش باستخدام المبيدات

محصول القصب من المحاصيل الحقلية التي تنمو بشكل كثيف يؤدى إلى تغطية النبات فيحجب أشعة الشمس عن بذور الحشائش الصغيرة فيتسبب ذلك في عدم استكمال الحشائش نموها وتموت قبل اكتمال النمو وذلك يظهر بشكل واضح في حالة عدم قيام المزارع بإجراء العزقات الثلاثة التي قمنا بذكرهم سابقاً ففى حالة إجراء المراحل الثلاثة لعزيق الأرض لا يكون في حاجه لاستخدام مبيدات أو كيمياويات لمقاومة الحشائش  إلا في المساحات الكبيرة ومراحل الزراعة المتأخرة ، في هذة الحالة يمكن استخدام مبيد الجارلون بتركيز 20% بمعدل 200سم ومعهم 200 لتر من الماء لكل فدان ، وذلك في حالة وصول طول القصب المفرد على غير المحمل إلى 40سم او 60سم وقوم استخدام مبيد الجارلون في القضاء على الحشائش عريضة الأوراق مثل العليق والرجلة وأم اللبن ، ويجب الاهتمام برش المبيد في الصباح الباكر او قبل غروب الشمس .

المرحلة الخامسة في طريقة زراعة قصب السكر ( تحميل المحاصيل)

تتم عملية تحميل المحاصيل في حالة زراعة القصب الخريفى لانه يستغرق في الغرس حوالى ثمانى عشر شهر بالإضافة إلى فترة تجهيز وإعداد الأرض للزراعة والتى تستغرق شهر تقريباً وهذا يؤدى إلى ارتفاع تكلفة انتاج محصول قصب السكرمن حيث تكاليف التسميد والرى والزراعة ، فيجب مراعاة زراعة القصب الخريفى مبكراً في شهر سبتمبر لزيادة سرعة الإنبات وإجراء عزقة القصب قبل زراعة المحصول المحمل وإضافة الدفعة الأولى من السماد النيتروجيني لتقوية النباتات ودفعها إلى التفريغ المبكر ، حيث يتم زراعة المحصول المحمل من القصب الخريفى في اواخر شهر أكتوبر و أوائل شهر نوفمبر بعد حصاد المحصول المحمل ثم يتم روى الأرض وبعد أن تجف يتم عزيق القصب وإقامة الخطوط حول النباتات ثم اضافة الدفعة الثانية من السماد النيتروجيني .

المرحلة السادسة في طريقة زراعة قصب السكر ( تربيط القصب )

تهدف عملية تربيط القصب لمنع حدوث الرقاد من خلال التجهيز الجيد للزراعة بالحرث السطحى والحرث العميق بما يسمح بتعمق الجذور الدهامية الحبلية التي تعمل على تثبيت الجورة ، ويجب استخدام حبال نبات الحلفا أو اوراق القصب في عملية التربيط الصحيح ونقوم بتربيط نباتات ثلاث جور او اثنان متتاليتين على نفس الخط مع نباتات جورة نامية على الخط المجاور ، ومن أكثر الأخطاء الشائعة التى يقع فيها المزارعون هو الاكتفاء بتربيط جورتين متتاليتين فعند هبوب الرياح تميل أحد الجورتين على الأخرى فيرقد الأثنان بسرعة نتيجة لقوة الرياح، اما عن الربطة الثلاثية التى ذكرناها فتمتاز بزيادة الفراغات بالحقل فيسمح بزيادة الإضاءه والتهوية وتسهيل دخول المزارع الحقل لمتابعة عمليات الرى والتسميد وأيضاً تقلل من وجود الفيئران وتسهل من عملية الكسر .

المرحلة السابعة في طريقة زراعة قصب السكر ( الحصاد – تكسير القصب)

يتم البدأ في تكسير القصب في تجميعات ذات عمر واحد بدءاً بالخلف المسنه ثم الأحدث عمراً ثم القصب الغرس ثم الخريفى ثم القصب الربيعي ، ويجب مراعاة عدم رى القصب قبل الحصاد حتى لا ينخفض المحتوى السكرى ، ويتم التكسير باستخدام آلات حادة وووعدم تهشيم العيدان وتسهيل تحميلها والحد من تدهورها ، مع عدم ترك الكعوب فيتم التكسير بين الترابين حتى لا ينخفض المحصول ودخل المزارع والسكر المستخلص في المصنع ، وايضا يجب الاهتمام بالتقشير الجيد للعيدان وإزالة القالوح او اى طين عالق بالعيدان لعدم زيادة الاستقطاع الطبيعي .

يجب مراعاة أن لا تزيد المدة بين عملية الكسر وعملية توريد القصب عن 36 ساعة وذلك للحد من حدوث تدهور او تحول سكر السكروز الذي يمكن استخلاصة في صورة بلورات ، إلى جلوكوز وفركتوز وينخفض انتاج السكر من القصب الذي يتم توريده للمصنع .

ويجب القيام بعملية الحريق كبديل عن عملية التقشير للتخلص من الاوراق الجافة على النباتات القائمة بالحقل ، وي حالة حدوث الحريق بشكل يلزم سرعة كسر وتوريد القصب في نفس اليوم وذلك لتقليل الضرر على كمية ونوعية القصب الجيد ،ولكن يجب العلم ان الحريق يسبب متاعب في تصنيع القصب مثل تغيير لون العصير إلى لون داكن وخاصة إذا اشتد فعل الحريق على العيدان.

وبهذا نكون انتهينا من شرح طريقة زراعة قصب السكر في مصر مع شرح كل الخطوات التفصيلية المثلى التى يمكنكم تطبيقها بشكل عملى في زراعة محصول قصب السكر وبالطبع ستحصلون على أعلى إنتاجية ممكنة من محصول قصب السكر عند اتباعكم تلك التعليمات والخطوات المذكورة يتبقي فقط عملية تسميد قصب السكر التى سوف نتناولها بالشرح والتفصيل في الموضوع القادم عبر موقعكم هايل للإعلام الدولى انتظروا وتابعوا معانا طرق تسميد قصب السكر .

المصدر / مركز البحوث الزراعية

إعداد/ آيه ناصر