د محمد الشحات صاحب الابتكار عن مجففات الذرة الصفراء

لأول مرة في مصر يتم إنتاج مجففات الذرة للقضاء نهائيًا على الرطوبة في الذرة الصفراء

0

يواجه محصول الذرة الصفراء في مصر منذ سنوات تجاهلًا من قبل أصحاب مصانع الأعلاف والمربين، بسبب قيامهم باستيراد كميات ضخمة من الخارج وصلت نسبتها إلى 2 مليار دولار سنويًا، الأمر الذي أدى إلى حدوث فجوة كبيرة بين الإنتاج والتوزيع، فيما قدم الدكتور محمد الشحات، أستاذ الهندسة الزراعية ومدير عام الهيئة العامة للتعمير والتنمية الزراعية، طوق النجاة للفلاحين بإنتاج مجففات الحبوب مصرية 100%، شارك في تنفيذها مع مصانع الإنتاج الحربي، فكانت باكورة الدفعة الأولى 5 مجففات تم توزيعها على الوحدات الزراعية، من خلال الهيئة العامة للإصلاح الزراعي.

مجلة عالم الدواجن، حاورت الدكتور محمد الشحات، للوقوف على تفاصيل المشروع، ومدى قدرته على حل أزمة الذرة الصفراء، والحد من استيراده وعودته مرة خرى إلى السوق المصري، كذلك وجه الاستفادة التي تعود على الفلاح وأصحاب مصانع الأعلاف أيضًا في خال استخدامه. وإلى نص الحوار:

الدكتور محمد الشحات: “الزراعة في الوقت الحالي أصبحت صناعة وليست مهنة تقليدية”

لماذا ترى ضرورة من وجود مجفف الذرة الصفراء في المجال الزراعي المصري؟

الزراعة في الوقت الحالي أصبحت صناعة وليست مهنة تقليدية، كما أن الغرض منها صار يتحكم فيه المكسب والخسارة كباقي المشاريع الاستثمارية، من هنا بدأ يتولد لدينا سؤال غاية في الأهمية، وهو كيف نحصل على منتج محلي يساهم في تقليل الفجوة بين الاستيراد والتصدير، وفي الوقت نفسه يساهم في تنمية الصناعة المحلية، بحيث يكون لدينا مخزون استراتيجي من المحاصيل الزراعية، وهنا يأتي دور وزارة الزراعة في إنتاج محاصيل متميزة عالية الإنتاجية، قادرة على تحمل الظروف البيئية والمناخية من جفاف ورطوبة، خاصة في المحاصيل الأساسية مثل الأرز والذرة والقمح القطن.

الأزمة الكبيرة تأتي من ناحية محصول الذرة، لأنه يرتبط بشقين؛ الشق الأول يتعلق بإنتاج الأعلاف والشق الثاني يرتبط بإنتاج الدقيق، حيث يتم استخلاص الجنين منها ثم تدخل إلى المطاحن، أما المشكلة الأساسية فهي عن الكميات الضخمة من الذرة الصفراء التي تستوردها مصر من الخارج، وبالتالي أدى ذلك إلى حدوث فجوة كبيرة بين الإنتاج والتوزيع، فكان الحل في إنتاج مجففات الحبوب، وقد بدأنا العمل عليها من عام 1990.

 كيف خرج مشروع مجففات الذرة إلى النور؟

استطعنا عمل مجففات كبيرة تتعدى الـ500 طن في الدورة، حيث بدأت الفكرة مع مركز البحوث الزراعية، وتعاوننا أيضًا مع قسم الذرة الشامية الذي كان يقوده في ذلك الوقت الدكتور عبدربه إسماعيل، وهو بمثابة الأب الروحي لإنتاج التقاوي في مصر وأستاذ لنا جميعًا، فقمنا بعمل نموذج آخر للمجففات الخراسانية الكبيرة، والتي تتوقف على كمية الذرة الداخل إلى المجفف، وتعمل على مدار 72 ساعة متواصلة، فالعمل على المجففات كان قائمًا من سنوات، لكن الدولة لم تكن تلتفت إليها، حيث كان اهتمامها منصبًا على صناعة التقاوي.

من هنا بدأ يتضح لنا إن هناك ضرورة قصوى لإدخال مجففات الحبوب إلى مصر، لذا كان هناك حلقة وصل بيننا وبين الدكتورة منى محرز نائب وزير الزراعة السابق، حيث دعمت الفكرة ودعت إلى إنتاج مجففات تناسب المزارع الصغير، فتحقق لنا التمويل من الوزارة بعمل 5 مجففات، لكن اعترضتنا مشكلة جديدة حول المكان الذي يتولى مهمة التصنيع، هل يكون من خلال القطاع العام أو الخاص أم قطاع الأعمال، فكانت مصانع الإنتاج الحربي وجهتنا، لأنهم يملكون الكوادر الفنية اللازمة لذلك، واستقر بنا الأمر في عمل مجففات خاصة بالكيزان تستقبل الذرة عند درجة رطوبة 30%، ومجففات تستقبل الحبوب عند درجة رطوبة 18%.

رئيس الهيئة العامة للتعمير: “التجفيف مهم وضروري للقضاء على فطر أفلاتوكسين”

لماذا يصر المستثمرون على استيراد الذرة ويعزفون عن شراء الذرة الصفراء؟

الذرة في الدول الأوروبية تكون مفتوحة الأغلفة، وهو نظام متبع شائع هناك، حيث يتركون الذرة يجف على العود، إلى أن تصل درجة الرطوبة إلى 18% معتمدين على التكنولوجيا العالية في الحصاد والتفريط، على خلاف ما يحدث في مصر، حيث يقوم الفلاح بزراعته في شهري يونيو ويوليو، ويحصد في شهري سبتمبر وأكتوبر، في محاولة منه لزراعة الأرض مرات أخري، فما يهمه هو الحصاد بمجرد الدخول في طور النضج، والتي تصل فيها درجة الرطوبة إلى 30%، فيتم التجفيف اليدوي بتعريضه إلى الشمس والهواء فوق الأسطح، أو بيعه إلى التجار.

وهناك غرض مهم من وراء التجفيف، لأن هناك فطر في الحبوب يسمى أفلاتوكسين، وهو فطر سام جدًا يموت عندما تصل الرطوبة إلى 13%،  وإذا لم نقم بتجفيف الحبوب جيدًا يظل هذا الفطر موجودًا في العلف أو الدقيق، وبالتالي يسبب حالات إسهال للإنسان والحيوان من مواشي وطيور.

لماذا تأخرنا في إنتاج مجففات الذرة؟

التوجهات خلال السنوات الماضية كانت لا تلتفت للمجففات، بسبب نسب الاستيراد الكبيرة للذرة الصفراء، لرخص سعره عن الذرة المحلي، رغم إنه منزوع الجنين على عكس المصري كامل الجنين وخامته أفضل.

الدكتور محمد الشحات: “الذرة المصري أفضل من المستورد”

هل مجفف الذرة الصفراء من الممكن استخدامه في وجه بحري؟

المجفف بشكل كبير موجه إلى وجه بحري، لأن محافظات الصعيد لا تحتاج إلى مجففات، لأنهم يعتمدون على التجفيف الطبيعي من خلال أشعة الشمس والهواء، لكنه يحتاج إلى مجفف حبوب في حالة توفير تغذية دواجن أو تقاوي، كما أن التجفيف الطبيعي أرخص بكثير من الصناعي من حيث التكلفة.

هل يستطيع المزارع تحمل تكلفة مجفف الذرة الصفراء ؟

المجففات تم توزيعها على وحدات الاستصلاح الزراعي كخدمة للجمعيات، كما أنه يعمل بنظام التعاونيات أو الشركات، ومجفف الـ50 طن يكفي حاجة قرية كاملة حيث إنه قادر على تغطية مساحة 25 فدان في الدورة على مدار 3 أيام، ووجود المجفف في أي منطقة يحمل رواجًا لساكنيه، فبجانبه سيتواجد الميكانيكي والكهربائي وصانعو البطاريات وبائعو الغرابيل، وهنا تحدث نقلة صناعية واقتصادية كبيرة.

“محمد الشحات”: لو حفزت الدولة الفلاح ستغطي حاجتها من الأعلاف

إلى أي مدى يشجع إنتاج مجففات مصرية على التوسع في زراعة الذرة؟

يتم ذلك من خلال الزراعة التعاقدية بين المُزارع الوزارة، ويكون السعر المحدد مغريًا بالنسبة له، بحيث ينافس سعر الأرز الذي بدأ الكثير من الفلاحين يتجهون لزراعته لأسعاره المرتفعة مقارنة بالذرة، فلابد من تحفيز الفلاح على زراعته كما هو متهافت على الأرز، ولو نجحت الدولة في ذلك ستغطي حاجتها من الأعلاف، ولن نُجبر على الاستيراد.

كيف نقنع العاملين في المجال الداجني بشراء مجففات الذرة المصرية؟

المستورد يهمه في المقام الأول المكسب الذي سيحققه دون الالتفات لمصلحة البلد أو الفلاح، ولكي تنتهي الأزمة لابد أن تتدخل الدولة بقوة، وتمنع الاستيراد من خلال رفع تكلفة الجمارك في أوقات إنتاج الذرة المصرية، بحيث تجبر أصحاب المصانع على شراء الذرة المحلي، وفي حالة العجز تسمح بالاستيراد لكن وفق شروط حازمة، لكن ما يحدث الآن هو خراب ووقف حال للفلاح والمزارع، الذي يُضطر إلى بيع الذرة وهو ما يزال أخضر.

من المؤكد أنه نما إلى علمك التعاون الذي حدث بين اتحاد منتجي الدواجن والإصلاح الزراعي لشراء الذرة الصفراء، لكن لم يتم التنفيذ؟

الأمر يحتاج إلى آلية شراكة بين الجهات الحكومية،  فدورنا يقتصر على إنتاج الآلات الفنية، أما إعطاء التوصيات والنصائح فهذا راجع إلى متخذي القرار. human ivermectin toxicity death

كم يتراوح سعر مجفف الذرة ؟

المجفف الكبير يصل سعره إلى 20 مليون جنيه، أما الصغير تبلغ تكلفته حوالي 4 مليون دولار، لكن الفلاح لا يقتنع بالشيء إلا عندما يراه بعينه، ولذلك تم توزيع أول مجموعة مجانًا على الإصلاح الزراعي (  لمزيد من المعلومات حول أسعار الدواجن  )

ما نوعية النماذج التي وزعت على الوحدات الزراعية؟

ما قمنا بتوزيعه على الوحدات الزراعية من النوع الصغير التي تناسب المزارع، أما الشركات الكبيرة التي طلبت المجفف فنحن نعمل على ذلك مع الإنتاج الحربي.

الدكتور محمد الشحات: “نخطط لتصدير المجفف إلى الخارج”

هل هناك إمكانيه لتصدير مجفف الذرة إلى الخارج؟

هذا جزء من الخطة التي نعمل عليها خلال الفترة القادمة، بالتعاون مع الاستثمار والإنتاج الحربي، بحيث يمكن للدول الإفريقية الراغبة في اقتنائه والحصول عليه.

إلى أي مدى ينافس هذا مجفف الذرة المجففات الأوروبية؟

هو أرخص في السعر ويناسب الجمهور المصري، كما أنه  مصمم كي تلائم النواحي الفنية به العامل المصري، أما في الخارج فالتكنولوجيا عالية لتوافر عناصر التشغيل والدعم المادي بشكل أكبر، لكننا صنعنا أجزاء كثيرة بأيدينا داخل ورش ومصانع الإنتاج الحربي، ساعدنا في ذلك هندسة القاهرة، في حساب درجة الحرارة وتوزيعها.

هل سيادتك لك ابتكارات أخرى تخص الهندسة الزراعية؟

نحن عملنا أيضًا على ماكينات تفريط الذرة، وهي مكملة للمجفف، وموجودة في السوق حاليًا. ivermectine biogaran achat en ligne

 

 

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق