“عن الانحدار القيمي في منح الجوائز”.. كيف تفاعل المتخصصون مع منشور ماهر الخضيري؟
كتب- مصطفى فرحات:
أثار ماهر الخضيري، رئيس تحرير مجلة عالم الدواجن وجريدة مصر الزراعية، ورئيس مجلس إدارة شركة هايل للإعلام الدولي، الجدل من خلال منشور كتبه على موقع التواصل الاجتماعي، حول الفلسفة التي أصبحت تقوم عليها منح الجوائز في الحقل الزراعي، حيث تغيب فيه المعيارية والقيمة في اختيار الأحق والأجدر بالتكريم.
وأوضح الخضيري، أنه في الوقت الحالي اختلط الحابل بالنابل، فتقوم بعض الشركات الخاصة، بمنح جوائز وشهادات تكريم لبعض الشخصيات البيطرية، دون أن تأخذ في الاعتبار الكفاءة أو التميز، ولكن على أساس المصلحة وإضفاء الأهمية عليهم وتلميعهم لاعتبارات شخصية، مشيرًا أن المفارقة في قيام بعض تلك الشخصيات الذين يتم تكريمهم، يدفعون ثمن شهادة التقدير مقدمًا، ويسددون ثمن العشاء الذي يتناولونه هم وأبناؤهم على شرف التكريم.
واستند رئيس تحرير مجلة عالم الدواجن ومصر الزراعية في حديثه، إلى تجربة شخصية حدثت معه، عندما حاول أن يكرّم بعض أساتذة الجامعات المرموقين من قبل الوزير المختص في الزراعة، دون التطرق لكونهم الأفضل أو أي من المسميات البراقة التي تروح لها بعض الكيانات، وقد ساق في ذلك الأدلة الموضوعية التي تدلل على صحة كلامه، ورغم ذلك فاجئه الوزير وقتها بسؤال “على أي أساس تم اختيار هؤلاء الأشخاص”، وتراجع الوزير عن التكريم.
من جانبه، تفاعل الكثيرون مع ما كتبه الخضري، وأبدى الجميع آرائهم حول تلك الأزمة التي تعصف بالمجال الزراعي والبيطري، فقال الدكتور أشرف عثمان، رئيس مجلس إدارة الأمن المائي والغذائي، إنه عاتب كثيرًا على وزير الزراعة في معرض أجري بيزنس العام الماضي، عندما رفض تسليم الجوائز، لعدد لا يتعدى الـ6 من المجتهدين، في وقت لا يستغرق 10 دقائق، لكن الدكتورة منى محرز، نائب الوزير الأسبق، تداركت الموقف وتقدمت هي للتكريم، لكنهم رغم ذلك التمسوا للوزير العذر الغير مبرر.
وعلق الدكتور محمد سالم، أن المنشور لخص الواقع الذي نعيشه في الوقت الحالي، مؤكدًا على أن أي أستاذ جامعي محترم، لن يقبل لنفسه هذه المهزلة وشكل التكريم المزيف، لأن العالم الحقيقي هو أقرب إلى الله، ويعلم وحده قيمته وقيمة العلم الذي يقوم بنشره.
كما أيد على كلامه المهندس طاهر عطية، فقال إن هذه المشكلة طالت الكثير من المجالات في مصر، وليس المجال البيطري أو الزراعي فقط، لأن من يستحقون التكريم خلف الكواليس، لا يظهرون كثيرًا لأنهم منشغلون بالعلم.
وأعرب الدكتور يوسف العبد، رئيس مجلس إدارة شركة مفكو للأدوية البيطرية، عن غضبه موضحًا أن هذه الظاهرة أصبحت مقززة للغاية، إذ لا توجد معايير للاختيار والوقوف على منصات التتويج، فالأمر محكوم بلغة المال ومن يدفع أكثر، متسائلًا “هل يثق الأطباء البيطريون وكل قطاع الثروة الحيوانية والداجنة بأن هذا الشخص مصدر ثقة”، ويشير إلى أنه لا توجد إجابة على هذه الأسئلة في زحمة فلاشات الكاميرات ولغة الميديا ورائحة المال الذي يُنفق كثيرًا بهدف تلميع البعض، ورغم ذلك تبقى المبادئ واحدة وإن تعددت الأهواء.
أما الدكتور علاء الخولي، المدير التنفيذي لمعهد بحوث الأمصال واللقاحات البيطرية، فقال إنه يتم تكريم و تنصيب من يعرف كيف يسوق نفسه إعلاميًا، وغالبًا ما يكون بالنفاق وإدخال الغش والتدليس على رؤسائه و وسائل الإعلام، والتشدق بإنجازات لم يكن لهم أدنى فكر أو مساهمة فيها، بل قام بها آخرون وطنيون يعملون من أجل وطنهم ومؤسساته فى صمت، و هم الأولى بالتكريم و المناصب اذا كانت هناك إرادة حقيقية للإصلاح، ويوضح أن المنوط بهم الاختيار لا يبحثون ويتم تلقينهم بأسماء تتحكم من الوسطاء الذين تحكمهم المصالح والمجاملات والتربيطات والكسل في التدقيق وغياب الضمير.
في السياق ذاته، أشاد المهندس أحمد السكوت بالمنشور، فقال إنها قوية وجريئة، فهي كطلقة القناص بالضبط تعرف طرقها وهدفها جيدًا.
كما أبدى الدكتور حاتم برأيه، فقال إن المنشور عبر بشكل كبير عن حال جميع الأطباء البيطريين الكادحين والمجتهدين، والمجاهدين في الوقت ذاته في سبيل المهنة التي أساء لها البعض بتصرفات وسلوكيات لا علاقة لها بالمهنة التي ينتسبون إليها، مبررًا كلامه بأنه لا غرابة فيما يحدث من تصرفات شاذة لأننا جميعا نعيش في بيئة شاذة وغير طبيعية على كل المستويات.