صناعة الدواجن بعد كورونا وتغيراتها
صناعة الدواجن بعد كورونا وتغيراتها المتغيرات الحادثة اليوم في مناخ الكرة الارضية، وما يصاحبها من وجود أشكال لم نعهد بها من قبل من الفيروسات القاتلة، خاصة قطاع صناعة الدواجن بعد كورونا، رغم أن أكثرها ولازال ضراوة هو فيروس إنفلونزا الطيور، ومانراه اليوم من الجائحة الوبائية العالمية لفيروس كوورنا المستجد، حيث أثر بالتأكيد على صناعة الدواجن في مصر، كل هذا يجعل من الواجب علينا ان نقف وقفة تأمل وتوقع، لما يمكن أن يحدث لصناعة الدواجن في الفترة المقبلة في ظل استمرار جائحة كورونا
تحولات في صناعة الدواجن ما بعد فيروس كورونا
المتأمل فيما ذكرته سابقا، يمكن أن يقول أن السنوات القادمة، طبقا لتصريحات آن لايغودري الأمينة العامة التنفيذية للمنبر الدولي للعلوم والسياسات، والمعني بالتنوع البيولوجي وخدمات النظم الايكولوجية التابع للأمم المتحدة، والصادر في شهر إبريل 2020، يجد أن المسار الذي يدفع الفيروس للانتقال من مجموعة من الفقريات إلى البشرمعقد، ولكنه من فعل البشر، فالنشاطات البشرية توفر الفرصة للجراثيم والفيروسات للاقتراب من البشر، وبالتالي فإن شكل صناعة الدواجن بعد كورونا ستشهد تغيرات وتحولات جذرية.
وقد حذرت منظمات من أن فيروسات أخرى ستتبع نفس المسار، وذلك في حال عدم اعتماد تغيرات في نشاط البشر، ويضاف إلى ذلك التغيرات المناخية الحاصلة، والتي من ضمن آثارها السلبية، دفع بعض الحيوانات والطيور الناقلة والحاملة للمرض إلى الانتشار في أماكن لم تكن تقيم فيها من قبل، الأمر الذي يمكن أن نستنتج منه.
كما أن العالم عليه أن يبدأ مواجهة شاملة ويأخذ مسألة التغيرات المناخية وما يتبعها من تغير النظم الايكولوجية، وتأثيراتها على صناعة الدواجن بعد كورونا، وكذلك على لابد من وضع البيئة والانسان موضع اعتبار في السنوات القادمة، ولاشك بالضرورة أنها ستكون محور الاهتمام.
تغير سوق الدواجن بعد أزمة كورونا
مع الجائحة سوف تتغير صناعة الدواجن بعد كورونا، سواء بصورة مباشرة عن طريق الوبائيات المستجدة والأمراض الوافدة من خارج الحدود، أو غير مباشرة مثل الاقتصاديات الجديدة وتأثيرها على الإنتاج، وإغلاق حدود الدول مع بعضها البعض، وسلوك المستهلك في الأزمات وضمان استمرار الانتاج المحلي تحت أي ظروف مستجدة وتوفير الحماية للمنتج المصري للتعامل مع الأزمات والقيام بدوره الوطني، في أي أزمات ناشئة.
كيفية الخروج من مأزق صناعة الدواجن بعد الأزمة العالمية ( كورونا)
يمكن الخروج من أزمات صناعة الدواجن بعد كورونا من خلال النقاط التالية:
– ضرورة تطوير قواعد وشروط الأمان الحيوي والذي يجب أن يبدأ من خارج الحدود (دول الاستيراد ) وداخل الحدود في إنشاء العنابر وأماكنها وطرق النقل والتداول
– الرقابة وتحديد الجهات التي يجب أن يتم فيها تنفيذ شروط الأمان الحيوي (الأفراد المباشرين والغير مباشرين في التعامل مع صناعة الدواجن – الأماكن – المواني-الأدوات – الآلات)
– الانتباه إلى الأمراض المشتركة بين الانسان والطائر
– تطوير الكاشفات المعملية والمختبرات لسرعة الفحص الدقيق والتشخيص وتطوير المعامل والأبحاث للقطاعات العاملة في مجال تحضير الأمصال واللقاحات في مصر خصوصا أننا لدينا بنية تحتية وعلماء لا يستهان بهم (ينقصهم الاهتمام والتنظيم والميزانيات المحترمة والإيمان بدورهم وأهميتهم لمواجهة الأزمات الوبائية ) .
– وضع خطط طوارئ (سيناريوهات مسبقة)، لمكافحة العدوي علي مستوى الدولة والمحافظات حتى لو منطقة بها عدد من مزارع الدواجن وتحديث تلك الخطط باستمرار
– إضافة رافعات المناعة في العلائق وتطوير الأبحاث في هذا الاتجاه
– تطوير عملية تكعيب العلف بما لا يضر بالإضافات الدقيقة للمحافظة على قوتها وكفاءتها
– دراسة مدى تأثر صناعة الدواجن بالمتغيرات العالمية، (تغيرات المناخ- الصراعات الدولية- إغلاق الحدود والممرات البحرية والجوية- النقص في الإنتاج العالمي للمحاصيل وأيضا كيفية التعامل مع الوفرة ).
– تنوع الدول التي يتم استيراد مستلزمات الصناعة منها ووضع هذا التصور في العلاقات الخارجية من قبل الدولة مع هذه الدول
– دراسة سلسلة الإمدادات اللوجستية والتمويلية بشأن صناعة الدواجن بعد كورونا، ووضع سيناريوهات لمواجهة أي توقف في هذه السلسلة
– إنشاء وحدة للتنبؤ بالمخاطر القادمة
أهمية التحسين الوراثي على صناعة الدواجن
إن الاحتياطي الاستراتيجي، فقد معناه في صناعة الدواجن بعد كورونا، وفي ظل استمرار الجائحة، ولم يصبح معني كلمة احتياطي واضحة، ولا توفر الامان للدول ولابد من استبدالها بانتاج ذاتي دائم ومستقر، وهذا يقودنا إلى أهمية الاهتمام بالسلالات المحلية المصرية، ورد الاعتبار لها ولو قليلا، كي نرقى بصناعة الدواجن.
إن تاريخ التحسين الوراثي للسلالات المحلية طويل ولا يستهان به، إلا إنه توقف عند مرحلة زمنية معينة نتيجة المفاهيم الاقتصادية السائدة قبل أزمة كورونا، وتفضيل سياسة الاقتصاد السريع والمكاسب المالية والانصراف عن الصرف علي العلم والابحاث العلمية.
وأعتقد أن كثيرًا من تلك النظريات الاقتصادية سقطت، أو في طريقها للسقوط، فالرجوع إلى الاهتمام بتحسين السلالات المحلية وإطلاق حزمة من المشاريع والأبحاث في هذا المجال، سيكون له أثر ملموس في الناتج المحلي المصري.
يجب أن نضع في الاعتبار للمشرع المصري، أن يعي أن عملية التحسين الوراثي تاخذ وقتا فلابد من ميزانيات تكفي لعمل دائم ومستمر، خاصة صناعة الدواجن بعد كورونا، كما أن ليس من المطلوب منها أن تكون بديلًا عن السلالات الحالية المنتشرة في صناعة الدواجن، حيث لا يمكن الاستغناء عنها ولكن الاهتمام بالسلالات المحلية واستمرار برامج التحسين الوراثي.
كما أن نشر السلالة في القطاع الريفي، أصبح ضرورة ملحة لتطوير صناعة الدواجن، خاصة أننا لا نملك بنية أساسية لا يستهان بها، في هذا المجال سواء علي مستوى المراكز البحثية، أو الجامعات ووجود الوحدات البحثية في إنشاص والاسكندرية والفيوم، والكثير من المواقع الأخرى، وبداية خطوة جادة في اكتشاف قوتنا الذاتية وما نبرع فيه وتوظيفه لخدمة الناتج المحلي المصري، مع توجيه الأبحاث العلمية وضخ الاستثمارات اللازمة.
تأثثر الدول العظمى في صناعة الدواجن بعد أزمة الكورونا
إن صناعة الدواجن بعد كورونا، تعتبر أزمة كاشفة في الدول العظمى، والتي كنا ننظر إليها أنها عنوان البشرية والتقدم، حيث تتهاوي بصورة لا يمكن لأي سيناريو أن يتخيلها، وأعتقد أننا اكتشفنا أنها دول هشة انهارت أنظمتها الصحية والأمنية والاقتصادية، واكتشفنا هشاشة المواطن الأمريكي أو الأوروبي، مقابل صلابة المواطن المصري في تحمل مثل هذه الأزمة الطاحنة.
كتب- مصطى رحات: