زراعة قصب السكر في مصر
زراعة قصب السكر في مصر من أكثر الزراعات التي تتصدر فيها مصر وتحتل مكانة عالية بين دول العالم سواء في إنتاج وزراعة قصب السكر أو في المصانع التى من شانها استخلاص قصب السكر وتصنيعه والتى تسمى بمصانع السكر في مصر ، حيث يبلغ إنتاج مصر من السكر نحو 2400 مليون طن وذلك تبعاً لإحصائيات موسم 2011 و 2012 منها 1007 مليون طن سكر من القصب بنسبة 49.9% من الإنتاج المحلى من السكر في حين تم انتاج 1351 مليون طن سكر من بنجر السكر بنسبة 50.1% ، وتستهلك مصر 2900 مليون طن سكر وبذلك تكون هناك فجوه في السكر تقدر بنحو 896.0 مليون طن سكر يتم استيرادها من الخارج ويبلغ معدل استهلاك الفرد 34 كيلو جرام في السنة وتبلغ نسبة الإكتفاء الذاتى 69.1 % وبإضافة ما يتم إنتاجه من محليات والتى تبلغ 192 ألف طن معادل للسكروز من كل من الهيفلكتوز والكلجوز ، لذلك فيحتل قصب السكر مساحة تتبلغ نحو 325 ألف فدان حوالى 136.5 ألف هيكتر .
إنتاجية فدان قصب السكر في مصر
وتصل الإنتاجية الفدانية التى تعتبر الأعلى عالمياً إلى 50 طن لكل فدان تعطى حاصلاً من العيدان يبلغ 15 مليون طن يورد 85 % منهم إلى مصانع السكر ويستخدم 4% في صناعة العسل في حين يحتفظ بنحو 2% كتقاوى ويستخدم 9% طازجاً عصير ، ويغطى الصنف التجارى جيزة شرق تيوان 54.9 والمعروف (س9) أكثر من 95% من المساحة المنزرعة في قصب السكر حيث تم إدخال الصنف جيزة 84.47 والفلبينى 8013 .
أماكن زراعة قصب السكر في مصر
يستخلص السكر في مصر من القصب في ثمانية مصانع هي أبو قرقاس في محافظة المنيا ، وكذلك في جرجا محافظة سوهاج وأيضاً في محافظة قنا في ،المراكز الآتيه ( نجع حمادى – دشنه – قوس) ، أما عن محافظة الأقصر يوجد في مركز أرمنت
وفي محافظة أسوان تتواجد مصانع السكر في كيمبو ، وهذة هي أشهر أماكن زراعة قصب السكر في مصر .
مقومات زراعة قصب السكر في مصر
1- الأرض المناسبة
يجب الأرض التي يتم فيها زراعة قصب السكر في مصر أن تكون من أراضي الدرجة الأولى أو الثانيه على الأقل حتى يمكن أن تعطى محصولاً مجزياً يعوض ارتفاع تكاليف الزراعة الباهظة على المزارعين والمستثمرين ، وكذلك يجب أن تكون سهلة الرى مع توفير مية المياه المناسبة على مدار العام بالكامل ، ويجب ملاحظة انتظام توافر مياه الرى خلال أشهر الصيف بالتحديد لضمان عملية انتظام الرى وتفادى حصول أي من مشكلات التى تؤثر على زراعة قصب السكر في مصر ، ولذلك يفضل الأراضى التى ببدايات و وسط الترع وتوفير آلات الرى للأراضى التي تقع في نهايات الترع ويحدث حينها عجز في مياة الرى الخاصة بالمحصول ، ومراعاة أن تكون هناك شبكة جيدة من المصارف للتخلص من المياه الزائدة وما تحمله من أملاح تؤثر على نسبة السكر في محصول القصب وتوفير التهوية للمجموع الجذرى للأرض الزراعية لسرعة نموه وزيادة قدرته على امتصاص العناصر الغذائية اللازمة لنمو النبات .
وأخيراً يجب أن تكون الأراضى المختارة لزراعة قصب السكر في مصر سهلة المواصلات وقريبة من خطوط السكه الحديد لسهولة نقل المحصول من الحقل الخاص بالزراعة وإلى مصنع السكر ومحطات شحن القصب ، وذلك لتقليل تكاليف نقل محصول القصب إلى المصانع وتقليل إمكانية وقوع تدهور أو نقص في صفات الجودة.
3- الدورة الزراعية
الدورة الزراعية هي ثاني العوامل التي يجب اتباعها للحصول على محصول قصب سكر جيد والتي يجب الانتباه لها بشكل كافى لأن قصب السكر من المحاصيل المجهدة للأرض ولذا يجب تفادى حدوث أى ضرر زراعي لقصب السكر وأنسب دورة لزراعة القصب هي الدورة السداسية التالية ( قصب غرس- خلفة أولى – خلفة ثانية – وخلفة ثالثه – خلفة رابعه ) وبعد الخلفة الرابعة يتم زراعة محصول صيفي مثل السمسم والفول السوداني .
4- توحيد الأعمار
يبالغ الزُراع في زيادة سنوات تخليف القصب مما يسبب عدة أضرار أهمها
أ- اختلال توازن العناصر الغذائية للتربه
ب- تدهور خصوبة التربة وضعف الإنتاج
ج- زيادة انتشار الآفات والأمراض
د- انخفاص المحصول ومحتوياته السكرية
أم عن مزايا توحيد الأعمار فهي تساعد في القضاء على الخلف المسنه ضعيفة الإنتاج ، كمان أنه يساعد في الوقاية من الأمراض وتعميم التقاوى المنتقاه ، ويساعد على ميكنة العمليات الزراعية وتنظيم عمليات الكسر والتوريد إلى المصانع .
مواعيد زراعة قصب السكر في مصر
ميعاد زراعة قصب السكر تعد من العوامل المؤثرة على المحصول والمحتويات السكرية ، حيث أن تأخير الزراعة يترتب عليه تأخير نمو المحصول وتأخير نضجه فيحصد في أواخر موسم العصير وعلى ذلك تتأخر مواعيد خدمة الخلف وماينتج عن ذلك من اضرار كثيرة لا تتوقف فقط في نقص المحصول بل تتعدى إلى مراحل أخرى في تدهور صفات العصير الناتج ، وذلك لأن محصول القصب يمر خلال مدة مكثه في الأرض بمرحلتين مهمتان سوف نتعرف عليهم الآن مع شرح وتوضيح كل مرحلة فيهم بالتفصيل .
المرحلة الأولى في مكوث قصب السكر داخل الأرض الزراعية
تبدأ المرحلة الأولى من تاريخ الزراعة بالعقلة وحتى نهاية شهر نوفمبر وفي هذة المرحلة يتم بناء المحصول وتتحدد كميتة حيث يتكون بالنباتات أكبر عدد من العيدان وتبلغ أقصى طول لها ، وتتوقف كمية محصول قصب السكر على طول تلك المرحله مع متوسط درجة الحرارة والرطوبة خلالها ، بمعنى أنه كلما طالت هذة المرحلة كلما زاد المحصول وأيضاً كلما ارتفعت الحرارة والرطوبة كلما زاد كمية محصول قصب السكر في الأرض .
المرحلة الثانية في مكوث قصب السكر داخل الأرض الزراعية
تمتد المرحلة الثانيه من شهر ديسيمبر وحتى ميعاد كسر محصول القصب وتتم خلال هذة الفترة تهيأ المحصول لعملية النضبج السكرى وترتفع نسبة المحتويات السكرية بالسيقان تدريجياً حتى تصل إلى أقصى ما يمكن وبذلك يتم نضج المحصول وتكون زيادة المحصول في هذة الفترة قليلة جداً ، وأيضاً تؤثر درجة الحرارة المرتفعه في تلك المرحلة من عمر القصب تأثير سلبى لأن النباتات تستمر في النمو الخضرى وتكثر السكريات الأحادية التى تسبب مشاكل كثيرة في صناعة قصب السكر .
وبهذا نكون تعرفنا على أهم مرحلتين يمر بهم محصول قصب السكر على خلال فترة الزراعة داخل الأرض الزراعية أما عن مواعيد زراعية قصب السكر في مصر بالتحديد فسنتعرف عليها الآن لأنه يوجد اكثر من ميعاد يمكن للمزارع فيهم أن يبدأ بزراعة قصب السكر والاستعداد لتهيئة الأرض لموسم الزراعة وهذة المواعيد هي :
الميعاد الأول لزراعة قصب السكر الربيعي
ويعد هو أنسب ميعاد لزراعة قصب السكر في مصر بالتحديد في منطقة مصر العليا وهي الفتره بالتحديد من أواخر شهر يناير وحتى أواخر شهر فبراير ، أما في منطقة مصر الوسطى فيعتبر أنسب ميعاد لزراعة قصب السكر في شهر فبراير ومارس .
الميعاد الثانى لزراعة قصب السكر الخريفى
ينصح بالزراعة خلال شهرى سبتمبر وأكتوبر في كل من منطقتى مصر الوسطى ومصر العليا وغالباً يتم تحمل القصب الخريفي بالفول البلدى أو القصب أو الحلبة أو الترمس خلال فترة كمون البراعم شتاءاً ، فينبغى عدم تحميل القمح او الشعير على القصب لانهم محصولان نيجيليان ويقللان من كمية انتاج محصول قصب السكر .
وهذة هي أنسب مواعيد لزراعة محصول قصب السكر في مصر سوف ننتقل الآن إلى نقطة هامة جداً خاصة بإعداد الأرض وتهيأه لزراعة محصول قصب السكر .
مراحل إعداد الأرض لزراعة قصب السكر
يعد قصب السكر من المحاصيل المجهدة للتربة نظراً لطول المدة التي يمكثها داخل التربة من الزراعة وحتى الكسر قتصل المدة إلى 12 شهر في زراعة القصب الربيعي ، و حوالى 18 شهر في زراعة القصب الخريفي بالإضافة إلى عدم تجديد زراعته بشكل سنوى حيث يجب ترك الأرض لمدة تتخطى الأربعة أعوام ، والبعض الآخر قد يتركها إلى أكثر من 10 خلفات لا تتم خلالها إلى عملية الفج لكل خلفة عقب كسر المحصول السابق (الحصاد) ولذلك فإنه يجب الاهتمام والعناية الجيدة بتجهيز التربة تجهيزاً جيداً حتى يسمح بزيادة وانتشار المجموع الجذري وزيادة التفريع القاعدى لنباتات القصب وذلك ينعكس بشكل إيجابى على عملية النمو وأيضاً على كمية المحصول الناتجة من زراعة قصب السكر ، وأهم المراحل التي يمر بها القصب آثناء فترة الزراعة هي :
1- الحرث السطحى للتربة
يتم الحرث السطحى في اتجاهات متعامدة ويقصد من ثلاث إلى أربع أوجه وفى حالة ما إذا كنا نجهز الأرض لزراعة القصب عقب كسر الخلفة الأخيرة وهو يعتبر إجراء غير مفضل ، يتم أولاً حرق السفير الأول الخاص بالمحصول السابق ثم تتم إجراء عملية الحر والتخلص من الكعروب وهو بقايا جذور جور الخلف السابقة.
2- الحرث العميق لتربة
الحرث العميق للتربة من أهم خطوات الإعداد والتجهيز لزراعة قصب السكر وهو الحرث تحت سطح التربة بعمق من 80 إلى 100سم في اتجاه واحد بحيث يبدأ شبك أسلحة المحراث من حماية الأرض أو المصرف متجهاً إلى رأس الأرض ولا يكون في اتجاهين متعامدين لعدم عمل شبكة تحفظ المياه تحت سطح التربة وتهدف عملية الحرث العميق إلى تحسين الصرف بحيث يكون الصرف مهد جيد للجذور لأنها تمتد 90% من جذور القصب في هذة المرحلة .
3- تكسير قلاقيل في زراعة قصب السكر
تتم في هذة المرحلة تكسير القلاقيل الناتجة عن عملية الحرث العميق من خلال استخدام الدسك او استخدام بعض الوسائل البلدية وذلك لتنعيم التربة بهدف تقليل الإعاقة الميكانيكية للجذور وتيسير اختراق الجذور وتغلغلها داخل التربة ، بالإضافة إلى حدوث توازن مائي غازى بما يزيد من قدرة الأرض على الاحتفاظ بالماء الميسر للجذور ويزيد كفائتها في امتصاص العناصر الغذائية ، بالغضافة إلى تيسير نمو العيون وسرعة ظهورها فوق سطح التربة .
4- التسوية بالليزر في زراعة قصب السكر
التسوية بالليزر من أحدث الطرق في تسوية الأرض الزراعية بدقة باستخدام جهاز مرسل لأشعة الليزر والتى يتم استقبالها من خلال مستقبل مثبت على حامل موجود على القصابية التى يجرها الجرار وهذة القصابية تقوم بحمل الأتربة من المناطق المرتفعة وتقوم بتفريغها في المناطق المنخفضة ويتم عمل الميل على حسب طول الأرض ودرجة نفاذيتها وهي غالباً تكون من 5سم إلى 10سم على كل 100 متر ، بالإضافة إلى عمل ميزانية شبكية في بداية تنفيذ عملية التسوية بالليزر بهدف تحديد الأماكن المرتفعه والمنخفضة بكل دقة حتى يمكن التركيز عليها مما يقل زمن التسوية .
ومن أهم مميزات التسوية بالليزر انها تقوم باختصار الزمن اللازم لإجراء الرى نظراً لسهولة وسرعة انسياب الماء على سطح التربة وخلو الأرض من الأماكن المنخفضة ، بالإضافة أنها تساعد في تجانس النمو لتجانس القطاع المبتل على طول الأرض وخلو الأرض من المناطق المنخفضة التى تختفق فيها الجذور ويقل طول العيدان ، مع أنها تقوم بتوفير الوقود اللازم لتشغيل طرمبة الرى نظراً لنقص الزمن اللازم لري الأرض وتوفير العمالة ، وتساعد أيضاً تسوية الأرض بالليزر على نثر الجبس الزراعى الذي يعمل على إصلاح التربة في خفض نسبة القلوية وكذلك يقوم بتجميع حبيبات التربة لوجود الكالسيوم بما يزيد من تهوية التربة كما أن إضافة الجبس الزراعى عامل مهم في تحقيق التوزان السمادى ، ويجب اضافة الجبس الزراعى على سطح التربة قبل عملية التخطيط بمعدل 3 طن لكل فدان عن طرق نثرهم .
5- تخطيط الأرض لزراعة قصب السكر
يجب تخطيط الأرض بمعدل 7 خطوط على القصبتين وذلك في حالة زراعة القصب الخريفي ، أو 8 خطوط على القصبتين في حالة زراعة لقصب الربيعي ، وتوصى نتائج البحوث بأهمية التخطيط العريض بمعدل 1 متر ومن مميزات زيادة عرض الخط أنه يقوم بزيادة التفريع القاعدى للقصب تحت سطح التربة بزيادة الترديم ، وكذلك يعمل على قلة الإصابات بالثقابات والآفات وكذلك قلة الرقاد لوجود قدر كافى من الأتربة لتثبيت الجذور وتقليل تعرضها للرقاد ، ويعمل أيضاً على زيادة الحاصل للنباتات لأن النباتات تحصل على قدر كافى من الغذاء والوضوء فيزاداد قطرها وطولها و وزنها ، وتعمل تعريض الخط أيضاً على سهولة إجراء العمليات الزراعية مثل العزيق والفج ، وتوفير حوالى ربع الكمية المستخدمة من التقاوى في الزراعة وبالتالى توفير كامل في عملية إنتاج وزراعة قصب السكر في مصر وزيادة دخل مزارع من تورد حوالى 1.5 طن لمصانع السكر .
6- التقسيم والتحويض في زراعة قصب السكر
تهدف عملية تحويض الأرض إلى إحكام عملية الرى وضبط آداء عمليات الخدمة مثل العزيق والرى والتسميد والحصاد عزيقها او حصادها يومين لضبط التكلفة ، وتقدر مساحة كل حوض بحوالى نصف قيراط تقريباً وعقب زراعة الأرض يتم تقسيمها إلى مراوى وبتون بحيث تكون القنوات الرئيسية الموازية لاتجاه التخطيط ، القنوات الفرعية عكس اتجاه التخطيط ، وتكون المسافة بين تلك القنوات متلائمة مع درجة استواء الأرض أو انحدارها ، فكلما كانت الأرض مستوية كلما قل عدد القنوات الفرعيه ، حيث تتبادل القنوات الفرعية مع البتون .
وهذة هى أهم مراحل التجهيز او الإعداد الخاص بالأرض قبل زراعة قصب السكر في مصر والتى يجب مراعتاها والالتزام بتنفيذ خطواتها بشكل كامل للمزارع وللجميع وسوف ننتقل الآن إلى المراحل العملية في زراعة قصب السكر والخطوات التنفيذية التي يجب مراعتها وتنفيذها عند زراعة قصب السكر في مصر ولكن سنستكمل هذا الموضوع في المقال القادم الذي يكون متضمن جميع المراحل الخاصة بزراعة القصب مع شرح لكل مرحلة على حدة بداية من التقاوى والبذور وحتى مراحل تسميد قصب السكر والتى تساعدنا في التخلص من حدوث اى اضرار يمكن الوقوع فيها عند زراعة القصب في كافة محافظات مصر والأماكن المختلفة أو الحشرات والفئران الضارة بمحصول قصب السكر ، لأن محصول القصب من اهم المحاصيل الزراعية التى تعود بالدخل المادى والربح على الجميع سواء على أصحاب المزراع والأراضى أو على الدولة ، أو على مصانع السكر والعاملين فيها
أقرأ المزيد حول طريقة زراعة قصب السكر في مصر بالخطوات
المصدر / مركز البحوث الزراعية
إعداد / آية ناصر