استخدام الكروم في تغذية الدواجن
تلعب أهمية استخدام الكروم في تغذية الدواجن ، دورا كبيرا خلال العملية التأسيسية للمزارع، نظرا لأنه معدن أساسي تم إكتشافه لأول مرة بواسطة Schwarz و Mertz في الفئران و Jeejebhoy ، وآخرون ، (1977) في البشر.
وعلى مدار العقدين الأخيرين ، كان يعتبر أن الكروم يلعب دورًا حيويًا في إنتاج الثروة الحيوانية والدواجن، ليس فقط معدنًا دقيقًا أساسيًا مطلوبًا للبروتين والدهون والكربوهيدرات واستغلال الأحماض النووية، ولكنه أيضًا ينشط نظام إنزيمات معين ويثبت البروتين.
الكروم هو أحد العناصر الانتقالية، كما أنه يوجد فى أشكال ثنائى وثلاثى وسداسى التكافؤ. الشكل السداسي التكافؤ هو مادة سامة معروفة ومسرطنة، الكروم هو الأكثر استقرارًا في الحالة ثلاثية التكافؤ (Cr + 3) وهو الشكل الوحيد النشط من الناحية الفسيولوجية للعنصر.
كما المصادر العضوية للكروم متاحة بيولوجيًا أكثر بعشر مرات من المصادر غير العضوية. لقد ثبت أن بروبيونات الكروم يتم امتصاصه بشكل أكثر كفاءة من عدد قليل من مصادر الكروم العضوية الأخرى. وسنورد الآثار المفيدة لبروبيونات الكروم على صحة الدواجن وتغذيتها على النحو التالي:
الأيض الغذائى وأهمية استخدام الكروم في تغذية الدواجن
يتم استخدام الكروم في تغذية الدواجن، من خلال الجهاز الهضمي، حيث يدور الكروم الممتص على شكل Cr ثلاثي التكافؤ الحر، لأنه مرتبط بالترانسفيرين أو بروتينات البلازما الأخرى ، أو كمركبات مثل عامل تحمل الجلوكوز (GTF).
يتم تناول الكروم المتداول ثلاثي التكافؤ، بواسطة الأنسجة ويعتمد توزيعه في الجسم على العمر والشكل الكيميائي، حيث تشمل المصادر الغذائية التي تؤثر على امتصاص Cr من الأمعاء الأحماض الأمينية وحمض الأسكوربيك والأكسالات.
يتم امتصاص الكروم العضوي Cr بطريقة أفضل في القناة الهضمية مقارنة بملح الكروم غير العضوي، وبالتالي يتمتع بتوافر حيوي أعلى. يرتبط Cr غير العضوي بشكل لا رجعة فيه بالمواد غير المهضومة في الأمعاء ويقل امتصاصها من الأمعاء الدقيقة. التوافر البيولوجي المنخفض للكروم غير العضوي يرجع لأسباب متعددة.
ومن المحتمل أن يكون استخدام الكروم في تغذية الدواجن، مرتبط بتكوين أكاسيد الكروم غير القابلة للذوبان، وربط الكروم بالمركبات المكونة لمخالب طبيعيه في مواد التغذية الخام ، والتداخل مع الأشكال الأيونية للمعادن الأخرى (Zn ، Fe ، V) والتحويل البطيء للكروم غير العضوي إلى الشكل النشط بيولوجيًا.
يتم تعزيز امتصاص الكروم في القناة الهضمية عن طريق حمض الأسكوربيك عن طريق التكوينات المخلبية ، مما يمنع ترسبه في درجة الحموضة القلوية لأمعاء الدواجن. يتم إفرازه بشكل أساسي في البول أو يرتبط بناقل عضوي منخفض الوزن الجزيئي.
تأثير استخدام الكروم في تغذية الدواجن على التمثيل الغذائي
الكروم هو معدن أساسي يشارك في استغلال الكربوهيدرات والبروتين والدهون، والكروم Cr هو جزء نشط بيولوجيًا من جزيء حيوي يسمى chromodulin، لذا يتم استخدام الكروم في تغذية الدواجن.
وهو جزء من مسار إشارات الأنسولين وبالتالي يؤثر على إمتصاص الكربوهيدرات والبروتين والدهون. من المعروف أن Cr يعزز حساسية الأنسولين ويقلل تركيز الجلوكوز في البلازما في دجاج التسمين.
يتحكم الأنسولين في عملية التمثيل الغذائي للكربوهيدرات والبروتين والدهون ويحفز امتصاص الأحماض الأمينية وتخليق البروتين واستخدام الجلوكوز، حيث أدت مكملات Cr إلى خفض تركيز الجلوكوز في البلازما والأحماض الدهنية غير الستيرويدية non-steroids في الدجاج اللاحم.
ويعد تعزيز تخليق الجليكوجين والأحماض الدهنية من التأثيرات الموثقة جيدًا للأنسولين. يعمل الكروم Cr كعامل مساعد لنشاط الأنسولين ووجود هذا المعدن مطلوب لعملية التمثيل الغذائي السليم للجلوكوز والنمو في الحيوانات.
كما أيدت العديد من الدراسات أن استخدام الكروم في تغذية الدواجن، يقلل من مستوى الجلوكوز في الدم وقد ثبت أن Cr هو معدن ضروري لامتصاص الجلوكوز الطبيعي، فيما أدت إضافة بروبيونات الكروم في ذكور دجاج التسمين إلى خفض مستويات الجلوكوز في مصل بدهرى التسمين وزيادة مستويات البروتين الكلي.
قد يمارس الكروم تأثيرًا وقائيًا على أنسجة البنكرياس مما يؤدي إلى زيادة وظيفة البنكرياس التي تتكون من إطلاق إنزيمات الجهاز الهضمي وتحسين هضم المغذيات. زادت مكملات Cr من قابلية هضم المادة الجافة والرماد والمواد العضوية والبروتين الخام والألياف الخام ومستخلص الأثير في الدجاج البياض.
تأثيراستخدام الكروم على أداء نمو وكفاءة التغذية
اثبتت العديد من الدراسات أن استخدام الكروم في تغذية الدواجن، في مستويات الجرعات المختلفة قد حسنت من كفاءة الأعلاف وزيادة الوزن الحي وجودة الذبيحة.
كما أدت إضافة الكروم عند 500 ميكروجرام / كجم في علف دجاج التسمين إلى تحسين زيادة وزن الجسم وكفاءة العلف خلال مرحلة النمو، فيما أظهرت مكملات الكروم في علف الدواجن أداءً أفضل أثناء الإجهاد الحراري حيث أن 0.5 مجم / كجم من الكروم يساعد في تحسين كفاءة التغذية وجودة الذبيحة.
كما لوحظ أن استخدام الكروم في تغذية الدواجن، يعمل عل تحسين في كل من الوزن الحي النهائي والوزن الحي الكلي في العلف المكمّل بالكروم في دجاج التسمين، وأظهرت مكملات بروبيونات الكروم في تغذية دجاج التسمين إنتاج أفضل من لحم الصدر.
التأثير على أداء الطيور من خلال استخدام الكروم في تغذية الدواجن
من ناحية أهمية استخدام الكروم في تغذية الدواجن، فقد عززت أداء الإنتاج وجودة البيض، حيث أدى إدراج الكروم بمعدل 400 و 800 ميكروجرام من العلف في الدجاج البياض إلى تحسين وزن البيض، والجاذبية النوعية، وسمك القشرة ووحدة هوف Hough unit. أدت إضافة بروبيونات الكروم عند مستوى جرعة 400 ميكروجرام كجم -1 من العلف إلى تحسين إنتاج البيض.
بينما أدى 600 ميكروغرام كجم -1 إلى تحسين سمك قشر البيض في الدجاج البياض في المرحلة المتأخرة. وأدت مكملات Cr إلى تحسين كفاءة التغذية وإنتاج البيض في الدجاج البياض.
كما أدت إضافة Cr بمستوى جرعة 1200 جزء في البليون إلى زيادة أداء الإنتاج وجودة البيض ومستوى الأنسولين في الدم في السمان الياباني.
أهمية استخدام الكروم لمقاومة الإجهاد البيئي
يمثل استخدام الكروم في تغذية الدواجن دورا كبيرا في مقاومة الإجهاد البيئي، خاصة فيما يتعلق بهضم العناصر الغذائية ، وكفاءة الأعلاف، وإنتاج البيض في الدواجن.
كما يزداد تركيز الكورتيكوستيرون في البلازما أيضًا، وذلك أثناء الإجهاد ويعمل الكورتيكوستيرون كمضاد لنشاط الأنسولين، ويقلل من استخدام الجلوكوز عن طريق الأنسجة المحيطية، ويسبب ارتفاع السكر في الدم الناجم عن الإجهاد في الدواجن.
كما يقلل الكورتيكوستيرويد أيضًا من بروتين البلازما ويزيد من تركيز الجلوكوز في الدم، حيث يقلل الإجهاد الحراري من تركيز فيتامين المصل والمعادن في الدواجن، ويحفز الكروم وينظم عمل الأنسولين الذي يشارك في عمليات البناء فى الجسم.
وذكرت الكثير من الأبحاث أن استخدام الكروم في تغذية الدواجن، أثرت بشكل كبير على الإجهاد البيئي وتم منع التأثيرات السلبية للإجهاد عن طريق مكملات Cr.
كما أدى إدراج الكروم الغذائي في علف الدواجن إلى تحسين معدل النمو وكفاءة العلف. يمكن ملاحظة هذه الآثار المفيدة لـ Cr بشكل أكثر كفاءة في ظل الإجهاد البيئي والغذائي والهرموني.
أعده للنشر: مصطفى فرحات
