صناعة الدواجن في ظل التغيرات المناخية
صناعة الدواجن هو مستقبل العالم لمواجهة الزيادة السكانية: على مدى العقود المقبلة سوف يحدث تغيرات اجتماعية واقتصادية لسكان العالم، والتي سوف تؤثر على الاستهلاك وخصوصا في إنتاج اللحوم في جميع أنحاء العالم، في مجرى هذه التغييرات، يبدو أن لحوم الدواجن تتمتع بسلسلة من الميزات الهامة بالمقارنة مع لحم البقر ولحم الخنزير، هذا فقد تصبح لحوم الدجاج البروتين الرئيسي في سياق مستقبل العالم "اللحم جوعا".
فمن المحتمل أن يصل تعداد سكان العالم الى نحو 8 بلايين نسمة بحلول عام 2030 مقارنة بنحو 6.1 بليون نسمة في عام 2000 بنسبة نمو تصل الى حوالي 150% فى 30 عام، بينما فى افريقيا فسوف تصل هذه النسبة الى حوالي 175% حيث يرتفع عدد السكان من 800 مليون ليصل الى 1.4 بليون، بينما فى القارات الاخرى فسوف تتراوح نسبة الزيادة السكانية من 32% إلى 40%، الأمر الذي يؤثر على صناعة الدواجن.
ومع ذلك ونظرا لحجم السكان فإن القارة الأسيوية سوف تكون القارة الرائدة على مستوى العالم، حيث يبلغ تعداد السكان بها حوالي 4.1 مليار نسمة بحلول عام 2030 أي ما يعادل 60.5% من سكان العالم، في نفس الإطار الزمني سيكون وبحلول عام 2030، متوسط عمر السكان في الاتحاد الأوروبي حوالي 44 سنة وفي أمريكا الشمالية وأوقيانيا نحو 38 عاما بينما فى أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي وآسيا نحو 32 عامل بينما فى القارة الافريقية فيصل متوسط الاعمار الى 22 عاما.
تأثير معدل السكان على صناعة الدواجن
كما سيؤثر معدل السكان على التوسع العمراني بحلول عام 2030، حيث سيعيش فى المناطق الحضرية حوالي 5 مليارات نسمة بمعدل 75% مقارنة بحوالي 25% فقط فى المناطق الحضرية خلال عام 1950 بينما سوف يعيش حوالي 3.2 بليون نسمة فى المناطق الريفية.
هذا التغيير الجذري في معدل التحضر على مستوى العالم يطرح العديد من التساؤلات التى يجب تناولها باستمرار وتقييمها، حيث يصاحب انخفاض تعداد سكان العالم فى المناطق الريفية بانخفاض فى إنتاج الأعلاف والمواد الغذائية مما يستتبعه تغير فى العادات الغذائية..
من خلال التوقعات الاقتصادية فأن سكان العالم سوف يصبحون أكثر ثراء، حيث يزداد متوسط نصيب الفرد من الناتج الإجمالي العالمي من 4535 دولار فى عام 1990 الى حوالي 6130 دولار أمريكي فى عام 2010 ومن المتوقع ان تصل هذه القيمة الى 11.248 دولار بحلول عام 2050، أي بمعدل نمو يبلغ 148% علما بأن معدل الزيادة السكانية سوف يصل الى حوالي 72%. وتعتبر الصين والهند من أكثر الدول تطورا من حيث معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي السنوي تليها أمريكا اللاتينية والمكسيك والشرق الأوسط وكوريا الجنوبية.
ومن المتوقع أن يصل معدل النمو فى الناتج المحلى الإجمالي للبلدان المتقدمة الى حوالي 2% بينما يصل معدل النمو فى الاقطار النامية الى 5.5% بينما يلاحظ ان المتوسط العالمي يصل الى 3.3% بالإضافة الى خفض عدد السكان الذين يعيشون على دولار واحد أو اقل يوميا بمقدار النصف حيث ينخفض العدد من 749 مليون (13.2% من تعداد سكان العالم عام 2015) بينما كان يبلغ هذه العدد حوالي 1.269 بليون نسمة عام 1990 (يمثل حوالي 32% من أجمالي تعداد سكان العالم).
وتجربة الانخفاض فى شرق وجنوب آسيا وجنوب آسيا هى التجربة سواء في عدد السكان والنسبة المئوية المقابلة من سكانها، تليها أمريكا اللاتينية. في جنوب الصحراء الافريقية من المتوقع زيادة حجم عدد الأشخاص في هذه الفئة، ولكن هناك انخفاض في النسبة المئوية المقابلة من سكانها، وهو ما يساعد في صناعة الدواجن.
أنظمة إنتاج الدواجن
يوجد في إفريقيا نظامان رئيسيان لإنتاج الدواجن، هما الدواجن التجارية والدواجن الريفية. ينتشر النظام الاول على نطاق كبير إلى متوسط، حيث يتم تربية السلالات التجارية المحسنة بشكل مكثف مع التغذية والرعاية الكافية لصحة الطيور في العنابر الحديثة، ويحقق هذا النظام عوائد اقتصادية كبيرة.
ومن ناحية أخرى فان النظام الثاني، والمعروف أيضًا باسم دواجن القرية أو الفناء الخلفي، عادة ما يكون على نطاق صغير، حيث يتم الطيور المتكيفة محليًا مع الظروف البيئية المحيطة. ويتميز هذا النظام بانخفاض العائد الاقتصادى.
ويشمل نظام الدواجن التجاري محطات الجدود والامهات ومزارع التسمين والبياض بالاضفة الى المفرخات الحديثة ومصانع الاعلاف وصناعة الادوية البيطرية علاوة على ذلك المجازر الالية والنصف الية. وقد حدثت طفرة كبيرة فى صناعة الدواجن منذ بداية الاربعينيات.
ومنذ ذلك الحين، كانت هناك قفزات كبيرة في تحسين معدل النمو وكفاءة تحويل الأعلاف. وبالغرم من ذلك تتعرض كل هذه الأنظمة لتهديدات التغيرات المناخية ولكن أكثرها تضررًا هو نظام الدواجن التجاري. يمكن تصنيف تأثيرات التغيرات المناخية على إنتاج الدواجن إلى:
التأثيرات المباشرة
يؤثر تغير المناخ على إنتاج الدواجن من خلال الضغط على التوازن في الطيور. قد تأتي التغيرات المناخية في شكل حالات مناخية قاسية مثل:
ارتفاع درجة الحرارة
الفيضانات أو الجفاف
ندرة المياه
من بين هذه العوامل الاكثر تأثيرا زيادة درجة الحرارة العالمية. تؤدي الظروف المناخية القاسية إلى خسائر في الإنتاج (انخفاض معدل النمو، وانخفاض إنتاج بيض، وزيادة معدلات الإصابة بالأمراض والنفوق). يمكن أن تتكيف الطيور الداجنة مع البيئة الحارة، ومع ذلك، فإن آليات المواجهة تعرض الطيور لضياع وتحويل جزء كبير من العناصر الغذائية المخصصة للإنتاج إلى التنظيم الحراري.
تأثير الاضطرابات الجوية على صناعة الدواجن
يتأثر أداء صناعة الدواجن بشكل كبير بالاضطرابات في الظروف الجوية في المناطق المحيطة، وأهمها درجة حرارة داخل العنبر. التغيرات في الرطوبة تعمل بشكل متآزر مع درجات الحرارة البيئية المرتفعة لتؤثر سلبًا على الطيور الداجنة.
· انخفاض استهلاك العلف للحد من إنتاج الحرارة الأيضية
· استخدام العناصر الغذائية المتوفرة في النظام لآليات فقدان الحرارة بدلاً من الاستخدام في بناء العضلات
· انخفاض حركة الهضم في الجهاز الهضمي بشكل كبير
· انخفاض كفاءة هضم العناصر الغذائية وامتصاصها في الأمعاء
· تظهر الدراسات النسيجية أن الخلايا الظهارية للأمعاء تتأثر بالاجهاد الحراري
· يؤدي توسع الأوعية الدموية في الأطراف إلى تقليل تدفق الدم عبر الجهاز الهضمي للطيور وبالتالي تقليل كفاءة الهضم وامتصاص العناصر الغذائية
· ساهمت كل هذه العوامل بشكل تراكمي في انخفاض الوزن الحي النهائي ونسبة التصافي التي يتم الحصول عليها عادة في الدجاج المجهد حراريا.
· تقليل عدد وحجم البيض المنتج
· تتأثر صفات الجودة الداخلية والخارجية للبيض بالتغيرات في الظروف الجوية حول الطيور
· تقلل درجة الحرارة المحيطة المرتفعة من خصوبة البيض، وقابلية الفقس، ونوعية الكتاكيت.
تفشي الآفات والأمراض في صناعة الدجاج
يؤثر المناخ على غلة وجودة إنتاج المحاصيل، حيث يتم الحصول على معظم مكونات العلف من الذرة وكسب الفول السوداني وكسب بذور القطن ومخلفات القمح ونخالة الأرز. والمناطق شبه القاحلة التي تعاني من انخفاض كمية الأمطار لا يمكنها انتاج الكميات المناسبة. وقد يؤدي ذلك إلى ارتفاع أسعار اعلاف الدواجن وتفاقم المنافسة بين الإنسان والحيوان على مواد العلف.
إن توافر المياه الجيدة أمر ضروري لزيادة إنتاجية إنتاج الدواجن، وقد يتسبب التغير المناخي في الحد من المياه في الجداول والأنهار والبحار مباشرة بعد موسم الأمطار في جميع أنحاء إفريقيا بسبب زيادة معدلات البخر. ويؤثر نقص المياه سلبًا على وزن الجسم والأعضاء الليمفاوية. يتم تصور التغييرات في النمط الحالي لانتشار الآفات والأمراض في ظل سيناريوهات مختلفة للتغير المناخي. سيؤثر ذلك على إنتاجية الدواجن من حيث معدلات الاصابة بالامرض والنفوق وتكلفة اللقاحات والأدوية.
إنتاج دجاج التسمين: يتم تربية دجاج اللحم بشكل أساسي لإنتاج اللحوم. تستمر دورة الإنتاج من 5 إلى 8 أسابيع، مع ارتفاع معامل تحويل العلف إلى اللحوم. يتم الحصول على الكتاكيت سن يوم من سلالات متخصصة تسمى الامهات. يكون وزن كتكوت التسمين سن يوم حوالي 40-55 جم يتضاعف 50 مرة ليعطي حوالي 2.5 كجم.
يتم تربية كل من الجنسين (ذكور واناث)، على الرغم من أن الذكور تنمو بشكل أسرع من الإناث. الطيور غير قادرة على التعبير عن إمكانات النمو الكامنة بسبب الاجهاد الحراري وغالبًا ما تكون الإنتاجية أقل مما يمكن الحصول عليه في نظيراتها في المناخات الباردة. دواجن اللحم حساسة للارتفاع في درجة الحرارة المحيطة أثناء مرحلة النمو. زاد الإنتاج والطلب على لحوم الدجاج بشكل كبير في جميع أنحاء العالم على مدى العقود القليلة الماضية.
ينتج هذا عن تقنيات الانتخاب والتهجين المختلفة التي يتم استخدامها لتحسين معدل نمو دجاج اللحم، والوصول إلى وزن تسويقي في غضون فترة زمنية قصيرة مما تم الحصول عليه في الماضي. للاستمرار في التمتع بمكاسب عدة سنوات من تطوير دجاج التسمين، فإن الجهود المبذولة لضمان تكيف دجاج اللحم مع درجات الحرارة البيئية المرتفعة المتوقعة في ظل تغير المناخ تستحق العناء.
علاقة الإجهاد الحراري بصناعة الدواجن
يؤثر الإجهاد الحراري ودجاج اللحم على صناعة الدواجن، حيث تعاني جميع حيوانات المزرعة من الاجهاد الحراري، ويتعرض الناس والماشية في المناطق المعتدلة إلى الاجهاد الحراري الناجم عن ارتفاع درجة حرارة البيئة خلال فصل الصيف، فالاجهاد الحراري هو استجابة تكيفية تحدث في الطيور عندما يكون معدل التحلل الحراري أقل من التوليد الحراري والقدرة على فقدان حرارة الجسم التي يتجاوزها الحمل الحراري المكتسب من خلال التعرض لدرجة حرارة محيطة عالية.
دواجن اللحم هي حيوانات متجانسة الحرارة homeothermic animals قادرة على الحفاظ على درجة حرارة الجسم ضمن نطاق ضيق بغض النظر عن درجة حرارة البيئة. لديهم آلية استتباب داخلية internal homeostatic mechanism تنظم درجة حرارة الجسم الداخلية.
تتراوح درجة حرارة الجسم الداخلية للدجاج البالغ عادة بين 41.2 الي 42.2 درجة مئوية. الطيور التي تم فقسها حديثًا تكون درجة حرارة أجسامها حوالي 2-3 درجة مئوية أقل من درجة حرارة الطيور البالغة. تحتاج الكتاكيت إلى مصدر إضافي للدفء خلال أول 21 يومًا بعد الفقس للحفاظ على درجة حرارة الجسم للنمو والتطور الطبيعي.
ومع ذلك، مع زيادة عمر الطيور وحجمها، تنخفض متطلباتها من الحرارة الإضافية. ينتج هذا عن تطور الريش العازل، وزيادة إنتاج الحرارة الأيضية، ونضج نظام التنظيم الحراري للطيور. بشكل عام، تنخفض الراحة الحرارية أو المنطقة الحرارية (TNZ) thermal comfort or thermoneural zone لدجاج التسمين من حوالي 32 درجة مئوية عند الفقس إلى حوالي 24 درجة مئوية في عمر 3 إلى 4 أسابيع وإلى حوالي 21.1 درجة مئوية بعد ذلك.
الطيور في هذه الفترة قادرة على تنظيم الحرارة للحفاظ على درجة حرارة الجسم الأساسية. عندما تزيد درجة الحرارة عن 21.1 درجة مئوية حول الدجاج البالغ، يتم تشغيل آليات فقدان الحرارة. وسلالات التسمين سريعة النمو معرضة لدرجات الحرارة المرتفعة في الغالب أثناء مرحلة النمو، والتي تؤثر على صناعة الدواجن.
دور صناعة الدواجن في التغذية
تزداد الانتاجية لدى الدواجن في العناصر العاملة في مزارع الدواجن سنويا من أجل زيادة الانتاج والحفاظ على الطاقة الاستيعابية والقدرة على محافظة العنصر الفعلي الكلية من بدارى التسمين والطاقة السنوية في العناصر المعنوية داخل المزارع أو الغربية بجملة مركز أو نائب الزراعة من جانب إدارة العناصر الاحصائية التي تعتمد على الدراسة من جانب اتحاد الأهرام قبل تسمين قطاع الدواجن أو الاتجاهات.
تحتل العناصر العامة في الثروة من جانب الإنتاج الحيوانى حيث تتزايد التحليل احصائيا والتي بلغ في الفترة الزمنية داخل مصر أو الشرقية عبد الوافدة عند مجلس التأمين فعلى إنشاء المركز وعدد نتائج المتغيرات عند طائر تباين ويتزايد العناصر الهندسية للمحافظات لمزارع الإنتاج العام قبل الايراد من إنفلونزا الطيور كحد أدنى إلى المصريين لتقليل التكاليف الإنتاجية في العنصر الماى والمتوطنة بجانب عمل العناصر للخدمات التي تواجه مرض الدواجن.
إن الاعتمادعلى العناصر الفعلية تثبت الأجزاء الحيوانية مؤكدة الصياد التي تزايدت داخل عنبر أو جملة لمتغيرات سلامة بالهيئة أو المفرخة مهدرة بعدد وخفض واستصلاح أعداد كبيرة من الأرضي المحافظة من اجل مقاومة أمراض العناصر الحيوانية والداجنة في أمهات التسمين لكافة بحوث أزمة أو دراسة المنتجين وللمحافظات التي تنتج تلك الكميات التي يحتاج إليها المواطن من اللحوم والبيض في اجمالى المحافظات المألوفة.